ماذا تريد الامارات بعد السيطرة على معسكر خالد بتعز ؟
يمنات
فائز الأشول
بعد ستة أشهر من إطلاق الإمارات عملية «تحرير معسكر خالد» في مديرية موزع غرب محافظة تعز، وبعد سلسلة من الزحوفات والهجمات المتوالية تحت القصف الجوي والبحري المكثف على مواقع «أنصار الله» والقوات المتحالفة معها، تمكنت مساء الأربعاء «المقاومة الجنوبية» المسنودة من الإمارات من إقتحام البوابة الغربية لمعسكر «خالد» والوصول إلى مقر القيادة وميدان التدريب.
هادي وحكومته باركوا «السيطرة الكاملة» على المعسكر، إلا أن مصادر ميدانية أكدت لـ«العربي»، أن المواجهات لا تزال متواصلة بين الطرفين في التباب والمخابئ المتناثرة داخل المعسكر، الذي يحتل مساحة 20 كم مربع شمال غرب مديرية موزع بمحاذاة طريق تعز – المخا، وأن الطرفين تكبدا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وهنا تبرز التساؤلات عن ما يمثله معسكر «خالد» للطرفين؟ وما التبعات في حال خسرته «أنصار الله»؟ ولماذا تباينت مواقف الأطراف المنضوية تحت مظلة «الشرعية» من المعركة هناك؟
هدف إمارتي
لم يعد معسكر «خالد» القاعدة العسكرية الثانية بعد العند كما يقدمه مسؤولو حكومة «الشرعية»، فمنذ العام 2012 ومع بدء إعادة هيكلة الجيش تم نقل عشرات الدبابات من معسكر «خالد»، اللواء 33 مدرع، إلى الضالع، والذي كان يحوي حينها ما يقارب 240 دبابة بحسب ما أفصح عنه لـ«العربي» العميد جبران الحاشدي، الذي قاد اللواء في العام 2012 – 2013م. ومع بدء العمليات العسكرية لـ«التحالف» الذي تقوده السعودية في اليمن في مارس من العام 2015م، أفرغ منتسبو اللواء، وبالتنسيق مع «أنصار الله»، المعسكر من الدبابات والذخائر إلى المواقع في محيط المعسكر، وكذا المواقع المستحدثة في مقبنة وشمير والبرح والمخا.
لكن تمكن القوات الموالية لـهادي، والمسنودة من الإمارات، في الوصول إلى المعسكر يحقق هدفاً لأبوظبي ويلبي جانبا كبيراً من مطامعها العسكرية والإقتصادية في اليمن، والتي لا تتلاقى مع أهداف «التحرير والمقاومة».
باب المندب
لا تزال «أنصار الله» والوحدات المتحالفة معها تسيطر حتى اللحظة على السلسلة الجبلية المطلة على الشريط الساحلي الممتد من المخا إلى باب المندب.
وبفعل الهجمات الصاروخية لـ«أنصار الله» على معسكرات «التحالف» في المخا والشريط الساحلي لم تتمكن الإمارات من تنفيذ مشاريعها الخاصة هناك. لكنها وفي حال أحكمت القوات التي تساندها السيطرة على معسكر «خالد» فستتمكن من تشغيل ميناء المخا للأغراض العسكرية. لأن انقطاع الطرق بين المخا وتعز والحديدة يحول دون استخدام الميناء لأغراض تجارية أو إغاثية.
يتمثل الهدف الثاني للإمارت في إحكام قبضتها على باب المندب والتحكم في حركة الملاحة العالمية من المضيق. وفي هذا الصدد كشفت مصادر موثوقة لـ«العربي» عن استكمال الإمارات البنية التحتية لقاعدة عسكرية في جزيرة ميون تضم مخازن وغرف عمليات في باطنها ومهبطاً لطائرات حربية وخنادق، لكن سيطرة «أنصار الله» على معسكر العمري بذباب حال دون تشغيلها واستقدام قوات عسكرية إليها. وفي هذا الإطار أكد العميد المتقاعد عبد الله الحليلي لـ«العربي» أن القوات البرية المدعومة من الإمارات ستخوض معركة خلال الأيام المقبلة للسيطرة على الطريق الرابط بين معسكر «خالد» والمخا لقطع الإمدادات عن مقاتلي «أنصار الله» وحلفائهم، والمتمركزين في السلسلة الجبلية بذباب وكهبوب والوازعية، لمحاصرتها ومن ثم الهجوم عليها من الساحل والمعافر وجبل حبشي وموزع، وصولاً إلى السيطرة على معسكر العمري.
«الإصلاح» والسلفيون
إحتفت «الشرعية» بأخبار السيطرة على معسكر «خالد»، لكن العديد من ناشطي «حزب الإصلاح» عبروا عن امتعاضهم ومخاوفهم مما وصفوها بـ«الأهداف المشبوهة للإمارات وممارستها لدور المحتل».
كما علق الدكتور كمال البعداني على ذلك بقوله «إذا سقط معسكر خالد فستدشن الإمارات أول سجن تابع لها في المحافظات الشمالية وسيتم تشديد الحصار على تعز».
وفي الوقت الذي تتواصل فيه المواجهات في موزع بين «أنصار الله» وحلفائها من جهة، و«المقاومة الجنوبية»، من الجهة الثانية، كشفت مصادر ميدانية لـ«العربي» عن إمداد الإمارات لكتائب «أبو العباس» السلفية في جبهة الكدحة بمديرية المعافر الحدودية مع موزع بكميات كبيرة من السلاح والذخيرة وعشرات الأطقم المحملة بالرشاشات. وقالت المصادر إن اتفاقاً تم الأسبوع الماضي في عدن بين قائد القوات الإماراتية والقيادي السلفي عادل عبده فارع (أبوالعباس) على تمكين الإمارات لكتائبه من تسلم مديريات المخا وموزع والوازعية من «المقاومة الجنوبية» والقوات السودانية، وتكليف كتائب «أبو العباس» بالقتال في جبهة الكدحة والتقدم إلى معسكر «خالد».
ما بعد المعسكر
في حال خسرت «أنصار الله» وحلفائها معسكر «خالد»، فإن ذلك لا يعنى نهاية المعركة، فجبال شمير المطلة على المعسكر من جهة الشمال لا تزال تحت سيطرتها وسيظل المعسكر في مرمى النيران من على قممها كما أن التباب والمرتفعات القريبة من المعسكر من جهة الشرق هي الأخرى لا تزال تحت سيطرتها. ومع ذلك، فإن المئات من مقاتلي «أنصار الله» وحلفائهم في معسكر العمري والسلسلة الجبلية المطلة على الساحل من باب المندب إلى المخا مهددون بحصار خانق في حال تمكنت القوات المسنودة من الإمارات من السيطرة على طريق مفرق المخا – البرح وقطع الطرق الفرعية بين تعز والحديدة، لذا فإن استمرار «أنصار الله» في السيطرة على السلسلة الجبلية المطلة على باب المندب هي اليوم مهمة صعبة وخسارتها ستكون ثقيلة ولا تقارن بخسارة معسكر «خالد».
المصدر: العربي